کد مطلب:168298 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:147

مقتل عبیدالله بن علی بن ابی طالب
لعلّ أقدم من صرّح بأنه قتل بكربلاء هو الشیخ المفید أعلی اللّه مقامه الشریف فی الارشاد حیث أورده فی باب ذكر أولاد الامام أمیرالمؤمنین (ع) وقال: ومحمد الاصغر المكنّی ابابكر، وعبیداللّه، الشهیدان مع أخیهما الحسین (ع) بالطف، أُمّهما لیلی بنت مسعود الدارمیة). [1] .

كذلك قال المرحوم الشیخ الطبرسی فی ذكر أولاد الامام أمیرالمؤمنین (ع): (ومحمد الاصغر المكنی بأبی بكر، وعبیداللّه، الشهیدان مع أخیهم الحسین (ع)


بالطفّ، أمّهما لیلی بنت مسعود الدارمیة). [2] .

وتابعهما علی ذلك الاربلی فی كشف الغمة ناقلاً عن المرحوم المفید. [3] وصرّح المرحوم المظفّر بأنّه من شهداء الطف. [4] .

كذلك قال بذلك القلقشندی [5] وقال المزی فی ذكر أولاد الامام أمیرالمؤمنین (ع): (وعبیداللّه یكنّی أبا علی، یقال إنه قتل بكربلا). [6] .

وورد فی تاریخ خلیفة أنه قتل مع الحسین (ع)، وأمّه الرباب بنت امری القیس. [7] .

وورد فی الزیارة الرجبیة: (السلام علی عبیداللّه بن أمیرالمؤمنین(ع)). [8] .

لكنّ اباالفرج الاصبهانی فی مقاتل الطالبیین قال: (وذكر یحیی بن الحسن، فیما حدثنی به أحمد بن سعید أنّ أبا بكر بن عبیداللّه الطلحی حدّثه عن أبیه أنّ عبیداللّه بن علی قتل مع الحسین، وهذا خطاء، وإنما قتل عبیداللّه یوم المدار، [9] قتله أصحاب المختار بن أبی عبیدة، وقد رأیته بالمدار). [10]


أصحاب المختار بن أبی عبیدة، وقد رأیته بالمدار). [11] .

وقال ابن ادریس: (وقد ذهب شیخنا المفید فی كتاب الارشاد إلی أنّ عبیداللّه بن النهشلیة قتل بكربلاء مع أخیه الحسین (ع)، وهذا خطاء، محض بلا مراء، لانّ عبیداللّه بن النهشلیة كان فی جیش مصعب بن الزبیر، ومن جملة أصحابه، قتله أصحاب المختار بن أبی عبید بالمذار [12] وقبره هناك ظاهر.


الخبر بذلك متواتر وقد ذكره شیخنا أبوجعفر فی الحائریات لمّاسأله السائل عما ذكر المفید فی الارشاد فأجاب بأنَّ عبیداللّه بن النهشلیة قتله أصحاب المختار بالمذار، وقبره هناك معروف عند أهل تلك البلاد). [13] .

یستفاد من مجموع ما ذكرنا أنّ النصوص التی تشیر الی أنّ عبیداللّه بن علی (ع) قتل فی واقعة الطف لایمكن الاعتماد علیها بسهولة، وكلّها ترجع الی كلام المرحوم المفید (ره)، وفی مقابل هذا القول تتوافرالاقوال الكثیرة التی تصرّح بأنه لم یقتل بكربلاء، ولایمكن الاغماض عنها خصوصاً وأنّ فی أصحابها من له الخبرة التامة فی علم الانساب، نظیر مصعب الزبیری فی نسب قریش أو ابن فندق فی كتابه لباب الانساب، أو الاندلسی فی جمهرة أنساب العرب، وغیرهم.

و من الغریب جدّاً كلام البعض [14] حیث صرّح بأنّه اتفقت كلمة المورّخین علی قتله یوم عاشوراء!!.


[1] الارشاد 354:1 و عن المعارف: 210: ليلي بنت مسعود بن خالد النهشلي.

[2] تاج المواليد ضمن المجموعة النفيسة: 95، راجع ص 108.

[3] كشف الغمة 66:2.

[4] بطل العلقمي 303:1.

[5] مآثر الانافة: 118.

[6] تهذيب الكمال 479:20.

[7] تاريخ خليفة: 145، ومن الطريف:1 ن يقال بان امه الرباب بنت امريء القيس، و هذا الكلام لم يقل به احد، اذ المعروف انها ام عبدالله الرضيع عليه السلام.

[8] البحار 339:101.

[9] المدار بالفتح اسم المكان من دار يدور: موضع بالحجاز في ديار عدوان أو غدانة. (راجع معجم البلدان 74:5).

[10] مقاتل الطالبيين: 92، و ذهب المسعودي في اثبات الوصية: 131، و ابن قتيبة في المعارف:

[11] مقاتل الطالبيين: 92، و ذهب المسعودي في اثبات الوصية: 131، وابن قتيبة في المعارف: 401، والاعرجي في مناهل الضرب في انساب العرب: 86، و الاندلسي في جمهرة انساب العرب: 230، وابن الطقطقي في الاصيلي في انساب الطالبيين: 57، وابن عماد في شذرات الذهب: 75:1، و تاريخ اهل البيت عليهم السلام: 98، والربيعي الدمشقي في تاريخ مولد العلماء ووفياتهم 172:1 ان عبيدالله هذا لم يقتل في واقعة الطف في كربلاء.

وذكرابن فندق في لباب الانساب: 397:1 بان عبيدالله بن علي بن ابي طالب قتل و هو قريب من خمسين سنة وقتله ابن حريث.

وذكر مصعب الزبيري في نسب قريش: 43 قائلا: «و عبيدالله بن علي كان قدم علي المختار بن ابي عبيد الثقفي حين غلب المختار علي الكوفة فلم ير عندالمختارما يحب، زعموا ان المختار قال له: صاحب امرنا هذا رجل منكم لايعمل فيه السلاح فان شئت، جربت فيك السلاح، فان كنت صاحبنا لم يضرك السلاح و بايعناك، فخرج من عنده، فقدم البصرة، فجمع جماعة، فبعث اليه مصعب، فاتاه عبيدالله فلم يزل مقيماً عنده حتي خرج مصعب الي المختار، فقدّم بين يديه محمد بن الاشعث بن قيس الكندي... فضم عبيدالله اليه مع محمد في مقدمة مصعب، فبيته اصحاب المختار، فقتلوا محمدا، وقتلوا عبيدالله تحت الليل».

[12] قال الحموي الرومي في معجم البلدان: 88:5: المذار بالفتح و آخره راء في ميسان بين واسط و البصرة وهي قصبة ميسان بينها وبين البصرة مقدار اربعة ايام، و بها مشهد عامر كبير جليل عظيم قد انفق علي عمارته الاموال الجليلة و عليه الوقوف و تساق اليه النذور، و هو قبر عبدالله بن علي ابن ابي طالب.. و كانت بالمذار وقعة لمصعب بن الزبير.

[13] السرائر: 155.

[14] راجع: مدينة الحسين: 38.